| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
أدى انهمار ثلاثة تريليون غالون ماء من الأمطار إلى سيول جارفة في ولاية تكساس الجنوبية وعاصمتها هيوستن، إلا أن السيول الجنوبية لم تغطِّ على أخبار الرئيس دونالد ترامب، الذي يغرق بدوره في فضيحة تعامله مع موسكو واستمرار التحقيقات على هذا الصعيد، وهي تحقيقات يمكن أن تؤدي الى الاطاحة به، قبل نهاية ولايته الاولى في العام 2020، في حال ثبوت تورطه.
أما آخر اخبار التحقيقات في تعامل ترامب والروس فجاءت من الرئيس نفسه، الذي يعتقد الخبراء انه قام بـ «استعراض قوة» لإظهار صلاحياته الدستورية، وذلك بقيامه بمنح جو ارباشيو، قائد الشرطة السابق في مدينة فينكس في ولاية أريزونا جارة تكساس، عفواً رئاسياً منع عنه المحاكمة والسجن الذي كان متوقعاً.
وكان لافتاً أن ترامب لم يراع الأصول المتعارف عليها لدى إصدار العفو الرئاسي، فهذا النوع من الاعفاءات غالباً ما يتم إصداره بعد ثبوت الادانة وصدور الحكم بحق المتهم، أما ترامب، فتعمد إصدار عفوه حتى قبل مثول الشرطي السابق أمام المحكمة، في خطوة أجمع الخبراء على انها كانت بمثابة رسالة الى مساعديه السابقين والحاليين ممن يمكن أن يثبت تورطهم في فضيحة التعامل مع روسيا للتدخل في الانتخابات الاميركية في نوفمبر من العام الماضي.
ومن الأساليب الأكثر اعتماداً لدى المحققين والمدعين العامين الأميركيين هو العثور على تجاوز للقانون لدى أحد المتورطين، وإقناع المتورط أن ما ارتكبه يمكن أن يودع صاحبه السجن. ثم يعرض المدعون العامون على المتورط التعاون مع التحقيقات، وإدانة الآخرين، مقابل حصوله على حصانة شاهد ونيله حكماً مخففاً.
بإصداره عفواً رئاسياً سبق المحاكمة ومنعها عن أرباشيو، المتهم بتجاوزات عرقية لا قانونية بحق موقوفين عن غير حق، يكون ترامب أرسل الى كل مساعديه، ممن يمكن للمحققين إقناعهم بالتعاون مع التحقيقات مقابل تخفيف الاحكام عنهم، أنه يمكن للرئيس إعفاء أي منهم أو منع المحاكمة عنه من دون أن يتعاونوا مع التحقيقات، ويكون ترامب بذلك اشترى سكوت المعاونين السابقين والحاليين، وأكد عملياً لا تعاونهم، حتى لو أدى ذلك إلى تهديد المدعين العامين لهم بالسجن والعقوبات والغرامات.
وكانت آخر التحقيقات أظهرت ان ترامب كان يسعى لبناء برج باسمه في موسكو، وأن المشروع لم يتوقف الى أن أعلن ترامب ترشحه للرئاسة مطلع 2016. كما أشارت التحقيقات إلى أن أحد كبار المقربين من ترامب كان على تواصل مع مسؤولين روس من أجل ترتيب لقاء، لم ينعقد، بين حملة ترامب الرئاسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في هذه الاثناء، يعتقد كثيرون ان المحقق الخاص مدير «اف بي آي» السابق روبرت مولر يعمل على كشف كل التعاملات المالية بين ترامب ومساعديه، من جهة، وروسيا من جهة ثانية، وهو قام لهذا الغرض بإصدار مذكرتي تحقيق شملتا مدير حملة ترامب السابق بول مانوفورت ومستشار الأمن القومي لترامب المستقيل الجنرال مايكل فلين.
ويبدو أن التحقيقات تميل إلى أن موسكو «جنّدت» ترامب منذ خمس سنوات على الأقل، وأن أموال المافيا الروسية أنقذته من إفلاسه وحولته إلى متموّل بالأموال التي تم تبييضها عن طريق شركاته ومشاريعه، خصوصاً أن عدداً لا بأس به من فنادق ترامب حول العالم لم تتبلور، بل بقيت مشاريع «حبر على ورق».
ومما يساهم في تكريس الشبهات حول علاقة ترامب غير الشرعية بالروس قيام الرئيس الاميركي بالاتصال بأعضاء جمهوريين في الكونغرس، والصراخ عليهم، واتهامهم بعدم حمايته من التحقيقات في موضوع روسيا، وهو ما يشي بأن موضوع التحقيقات في فضيحة روسيا هو أكثر ما يشغل بال ترامب، ويدفعه لاختلاق مشكلات مع محازبيه، في وقت يعتقد كثيرون أن ترامب سيكون في حاجة ماسة لأصوات هؤلاء في حال وصلت الأمور الى حد التصويت على خلعه من الرئاسة.
... ونجله سيُجيب عن أسئلة الكونغرس
واشنطن - ا ف ب - أفادت مصادر أميركية أن النجل البكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجيب عن أسئلة لجنة في الكونغرس تحقق في تواطؤ محتمل بين فريق حملة ترامب الانتخابية و روسيا العام 2016.
وأعلنت اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ان النجل البكر لترامب (39 عاماً) وافق على الادلاء بشهادة أمام محققي اللجنة خلال جلسة مغلقة لم يحدد تاريخها.
كما وافق نجل ترامب على تقديم وثائق طلبتها اللجنة، على ما اعلن في بيان مشترك رئيس اللجنة الجمهوري تشاك غراسلي والسيناتورة الديموقراطية ديان فينشتاين.
وكان جاريد كوشنر صهر ترامب، أجاب أيضاً في يوليو الماضي عن أسئلة بشأن صلاته بروسيا قبل وبعد الانتخابات الرئاسية، أمام لجنتي الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق