| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يدرك كبارالمسؤولين في الإدارة الأميركية أن قيام كوريا الشمالية بتجربة قنبلة هيدروجينية، كانت الأكبر من نوعها حتى الآن، ليس مشكلة عسكرية فحسب، بل إن المشكلة تكمن في الامتحان الذي تمثله قنبلة الكوريين الشماليين لقدرات البيت الأبيض الحالي، ولرئيسه، الذي يبدو عاجزاً عن تسيير شؤون فريق متجانس يمكنه تحقيق أي نتائج، داخل أميركا أو خارجها.
ويعبّر المعنيون في السياسة الخارجية الأميركية عن قلقهم من أن العالم «يأخذ قياسات» الرئيس دونالد ترامب، وان عدداً كبيراً من الدول سيدرك في وقت قريب مكامن ضعفه الكثيرة، وهو ما يدفع الفريق الرئاسي إلى محاولة «ضبط ترامب»، ووقف تصريحاته المتهورة والخارجة عن السياق.
كذلك، يعبّر المعنيون عن قلقهم من أن ترامب هو «من أطلق النار على قدمه»، حسب التعبير الاميركي، فبرنامجه التجاري الشعبوي، الذي يصرّ خلاله على إقامة حواجز تجارية وجمركية وإلغاء معاهدات التجارة الحرة القائمة التي تنخرط فيها الولايات المتحدة مع دول مثل مع كوريا الجنوبية، ساهم الى حد كبير في تقويض القوة الديبلوماسية الاميركية.
ويقول الخبراء الأميركيون إن سطوة الولايات المتحدة المالية حول العالم ترتبط بحجم تجارتها مع الدول، وأنه كلّما قلّص ترامب من حجم هذا التدول التجاري، اعتقاداً منه أنه يعيد الصناعات إلى البلاد، كلّما قلّص فعلياً النفوذ الاميركي ومقدرة واشنطن على «لي أذرع» بعض الدول التي تتمتع معها بحجم تجارة ثنائية كبير.
ويضرب الخبراء الأميركيون بالصين مثالاً، ويقولون إن ترامب هدد الصين بوقف التجارة معها، أو تعليق أجزاء كبيرة من هذه التجارة مثل الفولاذ، لأسباب سابقة لأزمة كوريا الشمالية. هكذا، بعدما قامت بيونغ يانغ بتجاربها المتكررة، كان ترامب خسر ورقة التجارة التي سبق له أن هدد بها الصين.
ويخشى عدد كبير من متابعي السياسة الخارجية الاميركية أن حكومات أخرى غير حكومة بيونغ يانغ، تتابع عن كثب تطورات الأزمة الكورية الشمالية. طهران، مثلاً، تنتظر لترى عاقبة قيام كوريا الشمالية بتجاربها ونجاحها في الحصول على برنامج نووي وصاروخي، على الرغم من العقوبات العالمية والمعارضة الاميركية، فإذا ما نجحت كوريا الشمالية، فإن ذلك سيدفع دولاً مثل إيران وغيرها إلى السعي للحصول على أسلحة نووية.
كما يعتقد المتابعون أن الحكومات التي تسعى للحصول على أسلحة نووية، ستحاول القيام بذلك في عهد إدارة ترامب، لإدراكها أن واشنطن فاقدة لتوازنها، وأن ترامب ليس متهوراً كما يحاول الإيحاء به، لكنه في الوقت نفسه يعجز عن ممارسة أي أنواع من الضغوط الأخرى أو بناء تحالفات دولية ضد هذه الحكومة او تلك.
ويختم المتابعون الاميركيون بالقول ان ظهور ضعف ترامب وإدارته الى العلن سيدفع عدداً كبيراً من الحكومات الى القيام بما يحلو لها، أثناء وجوده في البيت الابيض، وهذا يتضمن تبنيها سياسات معادية لأميركا ومصالح الغرب، حتى لو لم تكن هذه السياسات صاروخية أو نووية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق