الخميس، 14 سبتمبر 2017

أدلة متزايدة على تورط ترامب مع الروس

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

استفاق الأميركيون، أول من أمس، على خبر مفاده أن موسكو موّلت حملات داخل الولايات المتحدة ضد الهجرة إلى أميركا، وهو ما أثار حفيظة غالبية الاميركيين ضد التدخلات الروسية في شؤونهم الداخلية، خصوصاً بعدما أعلن موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي أن الاستخبارات الروسية كانت اشترت دعاية انتخابية، بقيمة 100 ألف دولار، للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت العام الماضي، وهو ما يخرق القانون الاميركي الذي يحظر على غير الاميركيين تمويل أي مرشحين أو نشاطات انتحابية.

وصباحاً أيضاً، بثت شبكة «ان بي سي» معلومات مفادها أن المحقق الخاص في قضية إمكانية تورط الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع روسيا روبرت مولر يسعى للتحقيق مع مايكل فلين الابن، نجل مستشار الأمن القومي المعزول الجنرال مايكل فلين. ويبدو أن مولر يعتقد ان لفلين الابن اتصالات مباشرة مع جهات في روسيا قد تساهم في حل ألغاز تعامل ترامب وحملته مع موسكو ضد الحزب الديموقراطي، وقيام الروس باختراق البريد الالكتروني لقياديي هذا الحزب، ونشر رسائلهم الالكترونية بشكل فضائحي لإضعاف حظوظ مرشحتهم الى الرئاسة هيلاري كلينتون في الفوز.

ظهراً، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» معلومات عن أن فلين أخفى عن السلطات الاميركية مشاريع بناء 40 مفاعلا نوويا لانتاج الطاقة في دول عربية، منها 16 في السعودية و4 في مصر و2 في الاردن. ويبدو أن فلين كان يعمل على هذه الصفقة بالاشتراك مع الاسرائيليين والروس، وانه تابع عمله هذا حتى بعدما عيّنه ترامب في منصب مستشاره للأمن القومي مطلع العام الحالي. ولم يصرّح فلين عن مشروعه هذا لنيل «تراخيص أمنية» مطلوبة لاطلاعه على تقارير الاستخبارات الاميركية بموجب منصبه الجديد، وهو ما يخالف القانون الأميركي.

مساء، أطلت شبكة «سي ان ان» بكشفها ان مستشارة الأمن السابقة سوزان رايس هي التي كشفت هويات ثلاثة من مساعدي ترامب، هم فلين وصهره جاريد كوشنر ومساعده السابق ستيفن بانون، على اثر اجتماع هؤلاء مع مسؤول عربي زار نيويورك بعد انتخاب ترامب، وقبل تسلم الأخير الحكم، من دون تنسيق الزيارة مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، حسبما تملي الاعراف.

وجاءت تصريحات رايس أثناء مثولها في جلسة مغلقة أمام لجنة تحقيق في إمكانية تورط ترامب مع الروس تابعة للكونغرس. ويبدو ان اللجنة المعنية تعتقد ان المسؤول العربي ساهم في إقامة قنوات خلفية سرية بين ترامب وموسكو، وأنه رعى لقاء بين اريك برينس، شقيق بتسي دافوس أكبر مانحة لحملة ترامب الانتخابية والتي تشغل اليوم منصب وزيرة التعليم، وبين مسؤول روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. وتم اللقاء في إحدى جزر المالديف. وبرينس هو رئيس شركة «بلاك ووتر» الأمنية، ذات الصيت السيئ بسبب قيام عدد من العاملين لديها بقتل مدنيين في بغداد قبل نحو عقد من الزمن.

هكذا، بين الصباح والمساء، تتسارع الخبطات الإعلامية، وتحدث كل منها هزّة تشغل شبكات التلفزة والراديو الأميركية لساعات. وعلى الرغم ان استطلاعات الرأي تظهر تحسناً طفيفاً في شعبية ترامب، بسبب كيفية تعاطيه مع إعصاري «هارفي» و«إيرما» اللذين ضربا جنوب البلاد الشرقي، وبسبب توصله لاتفاقية تعويضات للاعصار ولتمويل عمل الحكومة حتى نهاية العام مع الديموقراطيين، الا أن وضع الرئيس الاميركي القانوني يبدو مهتزاً أكثر فأكثر مع مرور الساعات.

ومن غير المعروف متى سيقوم مولر بتسليم نتائج تحقيقاته الى وكيل وزير العدل رود روزنستاين، الذي يشرف على عمل لجنة التحقيق بسبب تحييد وزير العدل جيف سيشنز نفسه، إذ كان الوزير من مسؤولي حملة ترامب ممن ثبت تعاملهم مع مسؤولين روس، كان في طليعتهم سفير موسكو السابق في واشنطن سيرجي كيسيلياك.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008