الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

ترامب يسعى لاجتماع الأسبوع المقبل يضم قادة السعودية والإمارات وقطر

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

باستثناء الأوضاع الطارئة، مثل أزمة كوريا الشمالية التي أجبرت الرئيس دونالد ترامب على اجراء اتصالين برئيس حكومة اليابان شينزو آبي في ساعات، يندر أن يتصل الرئيس الاميركي بزعماء الدول أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، وهو ما يشي أن الادارة الاميركية قررّت الانخراط بجدية للتوصل إلى تسوية للأزمة الخليجية، على اثر زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى واشنطن ولقائه ترامب، الاسبوع الماضي.

في هذا السياق، جاء الاتصال الذي أجراه ترامب، مساء أول من أمس، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، للحديث عن الأزمة الخليجية المستمرة منذ نحو 6 أسابيع، وهو الاتصال الثاني بين الزعيمين في أقل من أسبوع، ويأتي في أعقاب الاتصالات التي كان أجراها ترامب، الاسبوع الماضي، مع كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، فضلاً عن الشيخ محمد بن زايد.

ووصفت مصادر الادارة الاميركية اتصال ترامب الأخير بولي عهد أبوظبي بـ«الجيد» و«الإيجابي»، وقالت انه تم التطرق الى موضوع التسوية لأزمة الخليج، فضلاً عن كيفية الاستمرار في مكافحة تمويل الارهاب والقضاء على الارهابيين.

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس الأميركي سلط الضوء على «أهمية الوحدة بين حلفاء أميركا في المنطقة، وحاجة جميع الدول لفعل المزيد لإيقاف تمويل الجماعات الإرهابية وإضعاف الأيديولوجية المتطرفة وهزم الإرهاب».

وكانت سلسلة اتصالات ترامب مع زعماء الخليج الثلاثة أفضت لاتصال أجراه أمير قطر مع ولي عهد السعودية، وهو ما اعتبره المراقبون «اختراقاً» على طريق حل الأزمة، إلا أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت في وقت لاحق «تعليق» الحوار مع قطر، وعزت موقفها الى ما وصفته بـ «تحوير الحقائق»، الذي ذكرت أن وسائل إعلام قطرية مارسته في وصفها لفحوى الحوار الذي دار بين الزعيمين.

لكن المصادر الاميركية تعتقد أن المشكلة تتعلق بامتناع أمير قطر عن الاتصال بولي عهد أبوظبي، على غرار اتصاله بولي عهد السعودية، فيما كان لافتاً أن ترامب لم يجر أي اتصالات مع زعماء الدول الأخرى المقاطعة لقطر، أي مصر والبحرين.

وتقول المصادر الاميركية انها تعتقد بوجود خشية لدى دول خليجية من أن تستغل الدوحة هذه الثغرة وتقوم بمصالحة السعودية فقط.

ورغم صعوبة الموقف وتعقيدات الأزمة، يبدو أن الرئيس الأميركي مصمم على «اقتناص» صيد سياسي ثمين بتوصله إلى تسوية يضيفها إلى سجله الفتي، الذي يحوي إنجاز توصله الى تسوية مع معارضيه الديموقراطيين، قضت بمصادقة الكونغرس على أموال إغاثة منكوبي الاعاصير جنوب البلاد وتمويل عمل الحكومة حتى نهاية العام الحالي.

وإصرار ترامب هو الذي يدفع العاملين في الإدارة الأميركية إلى التمسك بالتفاؤل حيال قدرة الرئيس على النجاح في التوصل إلى تسوية «في المستقبل القريب»، رغم التشاؤم الذي يسيطر على متابعي الوضع الخليجي في ظل التصعيد الإعلامي من قبل أطراف الأزمة.

ورغم أن مصادر الادارة الاميركية ترفض تحديد موعد لانفراج الأزمة الخليجية، الا أن الجدول الزمني الظاهر يشير الى امكانية عقد لقاء قمة يجمع زعماء السعودية وقطر والامارات، برعاية ترامب، على هامش اعمال الجمعية السنوية للأمم المتحدة، التي تبدأ دورة انعقادها في نيويورك الأسبوع المقبل.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008